Human Tragedy: Bani Walid, Racism, Genocide & Ethnic Cleansing (Arabic)

مأساة إنسانية

بني وليد وإبادة جماعية وتطهير عرقي

نداء لكل أصحاب الضمير وللمنظمات المهتمة بالإغاثة والسلام وحقوق الإنسان .
1- لم يعد خافياً على أحد حجم الكارثة التي حلت ببني وليد جنوب شرق طرابلس بعد عام من القضاء على الدولة الليبية ومؤسساتها وقياداتها بقوة السلاح ، وكان حجم التأييد الدولي بما في ذلك عدد من الدول الكبرى يزعم أن البديل الذي سيأتي بعد أحداث 17 فبراير سيحترم القانون وحق المواطن وح
قوق الإنسان حتى يكون للكلمات مضامينها – التغيير – الديمقراطية – حقوق الإنسان ، لكن ما حل بليبيا منذ ذلك التاريخ أمر آخر خطير ومؤسف، فقد تم تسليم ليبيا لمليشيات حاقدة متطرفة اعتبرت الشعب الليبي رهينة تحت سيطرتها ، وهي محمية من بعض الدول الإقليمية والدولية .
2- ورفلة قبيلة كبيرة موطنها بني وليد كغيرها من القبائل الليبية بينها المؤيد والمعارض للسلطة الجديدة ، لكنها توافقت على اختيار مجلس اجتماعي (تم انتخابه ديموقراطياً من أبناء المنطقة) ، يدير شئونها المحلية إلى حين قيام سلطة شرعية في البلاد وأبلغت السلطات أنها تحت سقف الدولة متى قامت مؤسساتها طبقاً للقانون والمواطنة ، ولكن لأسباب قبلية عنصرية قديمة وصلف مبني على الجهل تؤججه غطرسة القوة تم تأجيج الرأي العام ضد هذه القبيلة العربية الشريفة بزعم أنها موالية للنظام السابق وترفض الانصياع للسلطة الجديدة ، في حين أن هذه القبيلة شاركت في انتخابات المؤتمر الوطني العام ولها مندوبان ، وزارها رئيس المؤتمر الوطني وعدة وفود من المجتمع المدني وحكماء وزعماء القبائل وتوصلوا إلى حل سلمي . كما زارها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة واطلع على سير الحياة الطبيعية ، لكن للأسف فإن الأمور كانت مرتبة سلفاً والهدف هو القضاء على قوة هذه القبيلة وهيبتها والشواهد على ذلك :
• تولي المؤتمر الوطني وليس الحكومة إصدار القرار رقم 7 للعام 2012 المتعلق بالمتهمين لأن المليشيات هي صاحبة النفوذ داخل هذا المؤتمر .
• رفض المؤتمر لنتائج زيارة رئيسه والوفود الشعبية .
• الإصرار على أمر تنفيذ القرار بالقوة العسكرية تحت زعم تسليم المطلوبين وتناسى أن الآلاف من المخطوفين والمسجونين في مصراتة وغيرها من المدن لم يتم إتخاذ قرار بشأنهم.
• لقد هوجمت بني وليد بقصف عشوائي استخدمت فيه كافة أنواع الأسلحة بما في ذلك الصواريخ والغازات.
3- إن ما حصل في بني وليد كارثة بكل معانيها حيث تم محاصرتها لمدة ثلاثة أسابيع ومنع عنها الغذاء والدواء والوقود ثم تم مداهمتها بكل أنواع الأسلحة مما اضطر أهلها إلى الخروج في كل الاتجاهات من غير تنظيم ولا ترتيب . وقد دكت هذه المدينة الآمنة لمدة أسبوع متواصل حتى تم اقتحامها بالقوة فقتل الأطفال والنساء والشيوخ واضطر الآلاف للمغادرة وبعد انتهاء المعارك حسب ما أعلنه رئيس الأركان منذ أربعة أيام فإن المليشيات أقامت بوابات تحول وبالقوة دون عودة الناس لمساكنهم ولعل آخرها تحرك كتيبتان من مصراتة إلى العربان لمنع العائلات من العودة إلى بني وليد والقبض على الشباب حسبما أعلنته بعض القنوات .
4- قيام المليشيات المسلحة بإلقاء القبض على العديد من الرموز الاجتماعية في بني وليد ، والمتمثلة في المجلس الاجتماعي بقبائل ورفلة ببني وليد ومن بينهم :
• الشيخ محمد البرغوثي رئيس المجلس الاجتماعي ببني وليد
• الشيخ على زرقون عضو المجلس
• الشيخ محمد الشندولي عضو المجلس
• الشيخ فرج عنيفي عضو المجلس
وهذا الأمر يتطلب تدخل كافة المؤسسات بما في ذلك المؤتمر الوطني الذي اجتمع بهؤلاء وتوصل معهم إلى اتفاقية وكذلك العديد من الوفود بما في ذلك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بليبيا أيان مارتان .
5- قامت المليشيات التى تزعم أنها تابعة للجيش الوطني بسرقة ونهب البيوت وحرق بعضها وتهديم الآخر بواسطة الجرافات وخاصة بيوت بعض القيادات و الزعامات الاجتماعية والفعاليات المختلفة وكما فعلوا في منطقة المردوم الزراعية حيث تم جرف العديد من البيوت التي تركها أهلها في الأسابيع الماضية وهذه الأسباب هي ما تدفع المجموعات المسلحة إلى رفض عودة المواطنين لأنهم سوف لن يجدوا أمامهم إلا الأطلال والدمار حيث البيوت المهدمة والمسروقة والمنهوبة وأن هذا الأمر لابد وأن يكون مبرمجاً مع السلطات التي سارعت إلى إعداد مخيمات بعيدة عن هذه المناطق لإيواء الأسر النازحة والدفع إلى عدم العودة .
6- لم تحرك السلطات ساكناً وهي تشاهد الشعب يعاني التهجير القهري والإقامة في الخلاء وفي مناطق لا توجد بها سبل للحياة دون أن تتخذ أي إجراء لتمكينهم من العودة إلى بيوتهم وقبل أن تتعرض للسطو والنهب والتخريب وقد شهدت عملية النزوح هذه :
• تواجد 11.000 عائلة في الطريق ما بين بني وليد وترهونة في منطقة أم الرشراش التي تبعد عن بني وليد 95 كيلومتر .
• 200 عائلة بمنطقة العربان في شمال غرب بني وليد والتي تبعد عنها حوالي 80 كيلومتر .
• 300 عائلة بوادي المردوم في غرب بني وليد والذي تبعد حوالي 15 كيلومتر.
• 500 عائلة في وادي سوف الجين جنوب غرب بني وليد بحوالي 40 كيلومتر.
• 200 عائلة في منطقة الشميخ في جنوب غرب بني وليد والتي تبلغ 35 كيلومتر عن بني وليد .
• 500 عائلة في منطقة تينناي والتي تبعد حوالي 80 كيلومتر جنوب بني وليد.
• 200 عائلة في منطقة رويس الطبل في جنوب بني وليد والتي تبعد عن بني وليد بمسافة 100 كيلومتر .
• 150 عائلة في منطقة نسمة غرب بني وليد بحوالي 140 كيلومتر.
• 2000 عائلة في طرابلس وضواحيها والتي تبعد عن بني وليد بحوالي 180 كيلومتر وبالتالي يصبح عدد العائلات النازحة نتيجة هذه الأعمال الإجرامية حوالي 16850 عائلة .
7- للأسف أن كارثة بني وليد انطوت على إبادة عنصرية وتطهير عرقي حيث يعرف الليبيون أسبابه ومن قام به وأن هذه الأحداث وثيقة الصلة بما حدث عام 1920 خلال الغزو الإيطالي لليبيا ومحاولة اجتياح مصراتة لبني وليد ويؤكد ذلك تعليق صورة رمضان السويحلي قائد تلك الحملة على بني وليد بعد اقتحامها وكتابة شعارات تدل على الثأر المبيت . واليوم فإن المشهد كارثي وحزين ومؤلم يتطلب من الجميع داخل وخارج ليبيا سرعة التحرك ، وقد أكد عضو المؤتمر الوطني العام نزار كعوان في لقائه مع إحدى القنوات على أن بني وليد منكوبة وأن هناك منع للجمعيات الحقوقية والإنسانية من الدخول إليها وعليه يتطلب الأمر :
أولاً : إدانة هذا الهجوم البربري الذي وقع ضد المدنيين وساهمت فيه سلطات البلاد بموجب القرار رقم 7 وإعلان رئيس الأركان على أنه يقود الهجوم وأن المليشيات هي دعم استراتيجي للجيش ومطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإدانة ذلك لمخالفته للقوانين الدوليه .
ثانياً : تحريك آليات لتقصي الحقائق والتحقيق على مختلف المستويات لإثبات هذه الجريمة الهمجية قبل ضياع الأدلة وإخفائها .
ثالثاً : سرعة إرسال الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمواطنين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ومن بينهم النساء والأطفال بالآلاف .
رابعاً : اتخاذ كافة الإجراءات بتمكين أبناء بني وليد من العودة إلى بيوتهم وبشكل عاجل قبل تعرضها للتهديم بعد سرقتها ونهبها وأن هذا الحق يحميه القانون والمواثيق والمعاهدات الدولية ومطالبة بالعمل من أجل ذلك كافة المنظمات الدولية والإنسانية وإعمال نصوص القرار 1973 الذي صدر عن مجلس الأمن حول ليبيا وحماية المدنيين .
ملاحظة :
يمكن الرجوع للمؤتمر الصحفى الذى عقد وزير الدفاع خلال عطله العيد وأكد فيه إن من هاجم بني وليد هى مجموعات مسلحة وليس الجيش وتحدت عن الخلاف مع المؤتمر الوطني الذى قال عنه أنه لا يملك الحق فى اصدار القرار رقم 7 ، كما أنه تحدى ان يعلن من أصدر الأمر العسكرى بإقتحام بني وليد وذكر أنه شخصياً مُنع من دخولها

الأمر بين أيديكم ويتطلب اتخاذ كل ما يلزم لتحقيق
الأمن والسلام في بني وليد

الليبيون المهجرون بالخارج

Leave a comment