يوسف شاكير: تسليم الساعدي القذافي صفقة والرئيس النيجيري خان العهد

تحميل مواد صوتية

حوار مع د. يوسف شاكير- الخبير في الشؤون الليبية.

حاوره: فهيم الصوراني.

نص الحوار:

سؤال: الحكومة الليبية أعلنت اليوم أنها تسلمت الساعدي معمر القذافي من النيجر وأنه وصل إلى طرابلس وتم إيداعه في أحد السجون، ومعروف أن ليبيا كانت قد طالبت في السابق بتسليم الساعدي الذي فر إلى النيجر بعد الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي، كيف تلقيت هذا الخبر وهل تفاجأت به، وكيف تلق عليه؟

جواب: أعتقد اعتقادا جازما أنني لم أتفاجأ بهذا الخبر لأن محاولات ليبيا كانت مستمية من أجل هذا الموضوع وقد تمت الصفقة فعليا عند تسليم عبد الله منصور ومنذ ذلك الوقت اتفقوا على تسليم الساعدي معمر القذافي وأشرنا في بعض الصفحات عن هذا الأمر، فالأمر ليس مفاجئا، وهذه هي دأب هذه الحكومات يريدون تصدير مشاكلهم وبلاويهم إلى الخارج، وهناك صفقة قد تمت وأطرافها معروفة وحقائقها معروفة ونحن نرصدها بالكامل.

سؤال: هل تبينت أو تسربت معلومات حول مضمون هذه الصفقة؟

جواب: نعم تسربت معلومات كثيرة حول هذه الصفقة وتم التوقيع على هذه الصفقة بين وزير خارجية النيجر ورئيس المخابرات الليبية سالم الحاثي وكانت الصفقة في الأول اختلافا على المبلغ الذي سيدفع وهو عشرة مليارات دولار، ووصلوا إلى مبلغ خمسة مليارات، وكانت المشكلة في بندين، والبند الأول هو كيف يتم تحويل هذه الأموال، والبند الثاني هو عدم الثقة بين الطرفين في التسليم، فتم الاتفاق على خمسة مليارات دولار وتم فتح اسرو أكاون أي حساب خاص لمرة واحدة، وفتح هذا الحساب في أحد بنوك دولة نيجيريا وأدع فيه المبلغ بحيث أن الشعب الليبي لا يعلم أن هناك أموالا تم تحويلها مباشرة، وهذا الحساب يحول مباشرة عند تسليم ووصول الساعدي معمر القذافي إلى طرابلس وهذا ما تم بالفعل، ولكن أعتقد أنه سيحصل خلاف بين نيجيريا والنيجر حول هذا المبلغ لأن نيجيريا وسنرى في الأيام القادمة كشف المستور عن هذه العملية المشبوهة التي ضاعت فيها أموال الشعب الليبي وهي محاولة لتصدير مشاكلهم وهم لا يعرفون ما الذي يحدث في مؤتمر روما ويغضوا النظر عما حدث في ليبيا، ولكن الجماهير الليبية تدرك إدراكا كاملا حدة الأزمة الواقع فيها المؤتمر الوطني والحكومة داخل البلد.

سؤال: دكتور معروف أن الساعدي معمر القذافي كان يمارس أعملا خاصة وهو لاعب محترف في كرة القدم وغير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية على عكس شقيقه سيف الإسلام، ما هي أهمية الساعدي الآن وأهمية إلقاء القبض عليه أو تسلمه من النيجر بالنسبة للحكومة الليبية الجديدة؟

جواب: الساعدي هو مطلوب إلى الانتربول ببطاقة حمراء، وفي بداية هذه الثورة وضعوا 94 شخص كمطلوبين، وكان يتهم الشاعدي أنه وراء أحداث الجنوب، ولا أعتقد أن هو وراء أحداث الجنوب لا من قريب ولا من بعيد وستفضح الأيام هذه الذرائع الكاذية والتي صدروا من خلالها مشاكلهم والتي علقوا عليها أحداث الجنوب، والساعدي لا دخل له بما يجري في الجنوب وهذا يجب أن يعرف به القاصي والداني وهذه العملية لا دخل لها بما يجري في الجنوب.

الساعدي كان لاجئا سياسيا عند دولة النيجر وتعهد رئيس الدولة وقال كلمة شهيرة “لو أن خروف أو شاة وضع عليها معمر القذافي يده سوف لن نسلمها إلى ليبيا” ولكن الصراع داخل تشاد بين وزير الخارجية والمخابرات ووزير الداخلية والرئيس احتد، وخوف النيجر من تحريك ليبيا للجماعات المتطرفة والقاعدة ضد النيجر، والآن بعد أن استلموا هذا الأمر سيحركون عليهم وستشهد الأيام القادمة أحداث كثيرة في النيجر، وهذا ما لم تتوقعه الحكومة النيجرية بهذا الغباء الذي حدث.

ونحن ضد تسليم أي ليبي أينما كان، وهناك قوانين دولية تحكم هذا الأمر.

لقد قتلوا معمر القذافي فهل بنوا دولةن وجلبوا البغدادي المحمودي فهل بنيت الدولة، وجلبوا جلبوا عبد الله السنوسي فهل بنيت الدولة؟ وجلبوا الآن عبد الله منصور فهل بنيت الدولةن وجلبوا الساعدي القذافي فهل بنيت الدولة الليبية، أو أنها ستبنى؟ أنا أعتقد أن في هذه الأمور ليست إلا تصدير وسمسرة وذر الرماد في العيون أمام الرأي العام العالمي وأمام الرأي العام الليبي وهم لم يحققوا انتصارات، وهذه ليست انتصارات بل هذا بيع وشراء للبشر لا يقبله إنسان ولا يقبله قانون ولا يقبله قانون دولي لأنه اللاجئ السياسي لا يسلم، وهناك لاجئون سياسيون وعليهم بطاقة في أماكن كثيرة ولكن رفضت الدول تسليمهم سواء في مصر وسواء في بريطانيا، وكان أولى أن يسلموا موسى كوسا بدون فلوس الموجود على النتربول والذي مارس أشياءا كثيرة خلال 40 سنة الفائتة وهو موجود في دولة قطر وكان ذلك من الأسهل، ولكن اللعب السياسي والسمسرة هي التي تحرك هذه النفوس المريضة التي تأخذ هذه القراراتن لكن الشعب الليبي يعلم علم اليقين أن هذا ذلك هو عملية ذر الرماد في العيون وإعماء الناس عن ما يدور في المؤتمر والحكومة.

سؤال: بناء على ذلك برأيكم كيف ستقوم الحكومة الليبية باستثمار قضية استلام الساعدي من النيجر، وهل هذه الورقة هي مهمة بالنسبة لها لجهة الحديث عن إنجاز مهم حققته؟

جواب: نعم فقد عملت تغطية خاصة وانتصارات، ولأكن هناك آراء كثيرة قالت لهم الساعدي لا يهمنا والحكومة ستذهب إلى الجحيم والمؤتمر الوطني ليذهب إلى الجحيم.

كان أولى بهم أن يعالجوا قتل الناس وقتل الآمنين وخطف النساء واغتصابهن والاستيلاء على الأموال في بنغازي وفي بعض المدن الليبية والذي ما زال مستمرا.

وكل هذا هو تمكين لهذا الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه الغرب والولايات المتحدة وحتى يرون نتائجه، وهم الذين مكنوا أنصار القاعدة والشريعة من كل مكان للسيطرة على الحكم في ليبيا وسنرى بعد انتهاء مؤتمر روما ماذا سيحصل.

سؤال: بالنسبة لمؤتمر روما هناك مواقف حتى من بعض الشرائح في ليبيا برفض هذا المؤتمر باعتبار أن من يشارك فيه لا يمثل هذه الشرائح وكون القضايا التي سيتم نقاشها هي قضايا داخلية محضة، أنتم ما هو موقفكم مما يحصل في روما الآن؟

جواب: كل قضايا ليبيا الاستراتيجية تناقش في مدن غير ليبية، الخطأ الذي ما زال يقع في الغرب هو إقصائ أكبر عدد من الليبيين، ومؤتمر روما هو عبارة عن حوار بين من هم في السلطة بين بعضهم البعض لايجاد معادلة، فمحمود جبريل لعب مع دول إقليمية وفشل واتجه بعدها إلى الاتحاد الأوروبي وعمل تحالفا مع الاخوان المسلمين لاقتسام كعكة الحكم ومن أجل استمرار حكومة علي زيدان في الحكم ومن أجل التصريح ببعض الأموال الليبية المجمدة حتى يستطيعوا دفع هذه الجزيات للخارج وشراء الولاءات ودفع مرتبات الميليشيات، والشعب الليبي يعاني منذ ثلاثة شهور حيث لم تدفع له مرتبات، هذا الضبط حصيلة مؤتمر روما المتوقعة والتي سنراها، وكان أولى بمؤتمر روما والغرب أن يتخذوا قرارا بإلغاء الميليشيات القاعدية الناتوية الأنصار الشريعية الموجودة في ليبيا وهي التي تسيطر وهي التي تقمع الناس وهي التي ارتكبت جرائم ضد الغرب وأدرجت كمنظمات إرهابية، أما ما يدور الآن فهو بيع وشراء لهذه الأرض الليبية وتراب ليبيا ومقدرات ليبيا.

للدكتور يوسف شاكير

يوسف شاكير: تسليم الساعدي القذافي صفقة والرئيس النيجيري خان العه